بورتريه شخصي، 1957

أحمد مرسي
"بورتريه شخصي"، 1957
مقتنيات مؤسسة الشارقة للفنون

نظرة عامة

يتتبع معرض "أحمد مرسي: خيالات حوارية" منجزات الفنان منذ أربعينيات القرن الماضي حتى يومنا الحاضر، هو الذي "يرسم الشعر ويكتب اللوحات" كما قال عنه الناقد المصري سمير غريب، وما لوحاته التشخيصية والفانتازية إلا إضاءة على روح الشاعر الكامنة في أعماقه، هو الذي واظب على الكتابة في مجلة "الخيال" الثقافية المرموقة. يعمل أحمد مرسي برمزية عالية ليخلق تمثيلات شعرية لأحداث وأمكنة واقعية دون أن تفارقه تأثيرات الميثولوجيا والخيال واللا وعي، ولتشكل الذاكرة ومسار الزمن والتأمل والعزلة والغنائية العناصر الأساسية في أعماله الفنية.

رغم إقامة مرسي في نيويورك منذ عام 1974 فإنه ما هجر ماضي حياته في مدينة مولده، وما وهنت صلاته بـ "مدرسة الاسكندرية" التسمية التي أطلقها الروائي والناقد المصري إدوار الخراط على مجموعة من المفكرين الأحرار المنتمين إلى جيل الأربعينيات في الاسكندرية حين كانت هذه المدينة الساحلية متعددة الأثنيات والثقافات، وقد أمست في تلك الفترة بديلاً عن باريس التي كانت تمزقها الحرب وانتقلت إليها الغاليريات الفرنسية والأوروبية. عاشت هذه المجموعة بـ "سريالية"، وتعاون أفرادها فيما بينهم وأبقوا على صداقاتهم مدى العمر، وكل واحد منهم برع في وسيط فني اختاره، وقد ضمت هذه المجموعة الكاتب المسرحي ألفريد فرج، والممثل محمود مرسي، والكاتب منير رمزي. بين عام 1955 و1957، انتقل مرسي، بعد إقامته لفترة في القاهرة، إلى بغداد، وذلك بين عامي 1955 و1957 حين كانت تشهد نهضة ثقافية مميزة. تركت بغداد أثراً دامغاً في مسيرته، ونسج فيها علاقات صداقة وعمل مع العديد من الكتّاب والرسامين العراقيين، من بينهم الشاعر عبد الوهاب البياتي، والروائي فؤاد التكرلي، والفنان أردش كاكافيان؛ وأثمرت هذه العلاقات مشاريع إبداعية مشتركة، كما طوّر مرسي في بغداد مقارباته النقدية الفنية وعمل على تغطية المعارض الفنية للصحف المحلية، عدا عن تصديره عمله النقدي الرئيسي عن بيكاسو.

شكّلت الاسكندرية وما زالت فضاء مرسي الحيوي بما يتخطى حدود الزمان والمكان، فهو لا يرسم الماضي ولا يستسلم لغوايته بل يجسد في لوحاته ما يطلق عليه "الروح المصرية الفريدة"، ما يستدعي 7 آلاف سنة من التقاليد والأجواء المغمورة ببحار الحاضر الجيوسياسية والأخلاقية.

شارك في تقييم المعرض حور القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، والدكتور صلاح حسن بروفسور كرسي أستاذية جولدوين سميث ومدير معهد دراسات الحداثة المقارنة في جامعة كورنيل.

مواضيع ذات صلة

أحمد مرسي: خيالات حوارية

أحمد مرسي

وُلِدَ أحمد مرسي عام 1930 في الإسكندرية وتخرّج عام 1945 من جامعتها حيث درس الأدب الانجليزي في كلية الآداب.