معرض الكتب الفنية السنوي "نقطة لقاء"، 2018. بيت عبيد الشامسي. الصورة: مؤسسة الشارقة للفنون

نظرة عامة

يسرّ مؤسسة الشارقة للفنون أن تعلن عن فوز علي الصافي ورضا مومني وغابريلا نوغينت وهاكارا بمنحة نقطة لقاء للنشر في نسختها الثانية، والتي تأتي كجزء من برنامج المؤسسة السنوي لدعم المنشورات البحثية والفنية وتهدف للارتقاء بمستوى الأبحاث الأكاديمية المعنية بتاريخ الفن في المنطقة والعالم. اختير الفائزون من بين أكثر من 100 مشاركة تلقتها المؤسسة من الدعوة المفتوحة، وسيحصلون على ما مجموعه 27,000 دولار أميركي لدعم إنتاج المشاريع البحثية في فئتي المقالات الطويلة وإعادة طباعة المنشورات. أُعلن عن المشاريع الفائزة في افتتاح النسخة الثالثة من معرض نقطة لقاء المقام من 16 إلى 19 ديسمبر 2020، ويذكر أن مؤسسة الشارقة للفنون ستنشرها وتعرضها في النسخ المقبلة من معرض الكتاب الفني نقطة لقاء.

اندرجت الدعوة المفتوحة 2020 تحت ثيمة بينالي الشارقة 15: التاريخ حاضراً المزمع في ربيع 2022، من حيث سعيها إلى دعم أبحاث تاريخ الفن التي تركز على الحداثة العالمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، والتي توجهت إلى الباحثين الأفراد والفرق البحثية ودور النشر والمؤسسات العامة.

نورد فيما يلي بعض التفاصيل الإضافية عن المشاريع الفائزة، وهي ثلاثة مقالات طويلة أولاً ثم مشروع إعادة الطباعة.

المقالات الطويلة

يبحث علي الصافي في مقاله الطويل أحد تقاليد شمال إفريقيا (الحلقات) بوصفها من الأشكال السردية التجريبية المندثرة، ويعتمد في ذلك على أعمال ثلاثة مخرجين من رائدي المغرب العربي في مرحلة ما بعد الكولونيالية، وهم أحمد البوعناني (المغرب)، وأحمد بنيس (تونس)، وعز الدين مدور (الجزائر) وأفلامهم "الذاكرة 14" (1971)، و"المحمدية" (1974)، و "كم أحبكم" (1985). تفكك هذه الأفلام الخطاب الرسمي للتاريخ الاستعماري، بعد أن كانت مهمشة أو خاضعة للرقابة، وبقيت ضحية إهمال الجمهور على الصعيدين المحلي والدولي.

أما نص رضا مومني، فيستكشف الإرث السياسي لمدرسة تونس (1943-1979) في تعزيز تأثير الحبيب بورقيبة ومكانته في الثقافة والتاريخ التونسيين، ويتحدى المقال السرد التاريخي السائد بأن مدرسة تونس قد عملت بصورة مستقلة عن الدولة، ويناقش بأن فنانيها المؤسسين كانوا على علاقة وثيقة بأول حكومة تونسية مستقلة، حيث تملأ لوحاتهم ومنحوتاتهم بأهم المباني الحداثية للحكومة الجديدة، وترسم بالتالي معالم المشاهد العمرانية للأمة وتخلق أيقنة مميزة في خدمة أول نظام مستقل فيها.

بينما يضع مقال غابريلا نوغينت أعمال الفنانة المصرية إنجي أفلاطون ضمن إطار عالمي أوسع في ضوء علاقتها مع فناني الجداريات المكسيكية ديفيد ألفارو سيكويروس، ودييغو ريفيرا وخوسيه كليمنتي أروزكو، لا سيما لقائها عام 1956 بسيكويروس الذي لفت انتباهها إلى الواقعية الاجتماعية. يتطلع البحث من خلال معاينة أرشيف من المراسلات الشخصية إلى تسليط الضوء على تأثير الصداقة على تبني إنجي للغة الجداريات المكسيكية وفلسفتها في تناولها للوضع السياسي في مصر من جهة، وتحديها للنظرة الذكورية لدى فناني الجداريات تجاه العالم والمتجذّرة في الحداثة الأوروبية من جهة ثانية.

إعادة طباعة المنشورات

تعرض مجلة هاكارا الإلكترونية ثنائية اللغة خارطة الحداثة الإقليمية في الهند على شكل قارئ الفنون البصرية، بحيث تجمع مقالات نقدية وقصص رحلات مصورة وندوات وصورا وكتابات سردية من أرشيف الدوريات الصادرة باللغة المراثية بين الأربعينيات والستينيات، ثم يقوم القارئ بترجمة عشرة إلى اثني عشر نصاً تاريخياً صادراً بالمراثية إلى الإنجليزية، ويعرضها بجانب مقال تقديمي شارح. أجرى الأبحاث على القارئ وقدمها كلّ من أشوتوش بوتدار (جامعة فليم، بيون) ونوبور ديساي (أرشيف الفن الآسيوي، نيودلهي) في محاولة لتقديم صيغ غنية وتمثيلية عن الحداثة من خلال استعراض احتمالات تقييمها مجدداً من منظور معاصر.

تركّز مؤسسة الشارقة للفنون على النشر ودعم ممارساته، حيث نشرت منذ تأسيسها عام 2009 العديد من الكتب حول الفن الحديث والمعاصر، بما في ذلك الكتب الفنية والكتالوجات والمجلدات البحثية، وتدعم المؤسسة الجهود البحثية التي يبذلها الفنانون والقيّمون والباحثون الزائرون على مدار العام وتنشر كتالوجات مخصصة لدورات البينالي والمعارض التي تقيمها، وتوفرها للجمهور المحلي والإقليمي والدولي من المهتمين بالفن المعاصر ومنشوراته.

معرض الكتاب الفني نقطة لقاء هو معرض تقيمه مؤسسة الشارقة للفنون سنوياً وتخصصه لأعمال النشر البديلة والمستقلة، وتركز نسخة 2020 من المعرض على المواد المطبوعة من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا مثل كتب الفنانين، والأعمال الأكاديمية، والدوريات والمجلات المصورة وغيرها من النتاجات الفنية للمبدعين الإماراتيين، في حين توسع نطاق معرض نقطة لقاء 2020، ليشمل عناوين متصلة بتاريخ ونظرية ونقد الفن وهي من إصدار جهات أكاديمية، وتضم الفعالية الممتدة لأربعة أيام مجموعة من الورش الإبداعية الموجهة للصغار من جميع الأعمال وعائلاتهم، ناهيك عن العروض الموسيقية الحية يؤديها فرقتا "سوايس" و "غودفيست" المحليتان.