المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء، 1965، أول دورة لتاريخ الفن مخصصة لإفريقيا للمؤرخ الفني والأنثروبولوجي، توني ماريني، بإذن من أرشيف توني ماريني. تصوير محمد مليحي

نظرة عامة

أعلنت مؤسسة الشارقة للفنون عن بدء تعاون مشترك مع معهد كونست ورك للفن المعاصر ومعهد غوته بالدار البيضاء و"ثنكآرت"، عبر إطلاق مجموعة من المبادرات والمشاريع البحثية الخاصة بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء ومنهجها وإرثها، وذلك في الفترة ما بين مايو 2020 وحتى مايو 2022.

يعمل على تقييم المشروع كل من الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون؛ كريست غرويجثويسن مدير معهد كونست ورك للفن المعاصر، برلين؛ سلمى لحلو قيّمة مستقلة ومؤسّسة ثينكآرت، الدار البيضاء؛ إنكا جريسيل مديرة غاليري إيفا، برلين؛ وعليا سبتي مديرة غاليري إيفا، برلين.

ويأتي ذلك بالتزامن مع الذكرى المئوية لتأسيس الحركة الفنية الألمانية باوهاوس التي استقت مدرسة الدار البيضاء من بيانها وتفسيراته (ستينيات وسبعينيات القرن الماضي) نماذج لإعادة التفكير في العلاقة بين الفنون والحرف والتصميم والهندسة المعمارية في سياق محلي. وتكمن أهمية هذا التعاون في تناوله السياق المغربي مع التركيز على التأمل النقدي للتقاليد المنهجية الغربية وتصور الذات.

ويضم المشروع برنامجاً للإقامة في الدار البيضاء بالمغرب على مدار عامين، حيث سيجري المُقِيمون مشاريعهم البحثية ويعدون برنامجاً عاماً يركز على موضوعات أبحاثهم، بالإضافة إلى إنتاج أعمالٍ جديدة. وتتضمن قائمة المقيمين: سيلين كوندوريلي، وفاطمة الزهراء لاكريسا، وماريون فون أوستين، ومانويل رايدر، وبيك فان دير بول، وعبد السلام زيو زيو.

كما سيتضمن المشروع المشترك مؤتمراً بعنوان "المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء: الاستراتيجيات المبتكرة الرائدة لإنتاج ونقل أشكال المعرفة - التعلم من إرث المدرسة"، والذي سيقام في خريف 2020 في المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء بالتعاون مع معهد العلاقات الدولية (إيفا). سيشهد المؤتمر محاضرات وعدداً من الجلسات النقاشية وورش العمل. وتشمل قائمة المشاركين: بيرت فلينت، ونادية شبعة، ومحمد حميدي، وبيتر كورتمان، وتوني ماريني، ومحمد مليحي، ومارسيلو ريكسندي، بالإضافة إلى متحدثين آخرين سيتم الإعلان عنهم لاحقاً.

عن المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء

أُنشئت المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء عام 1920، وافتتحت رسمياً في عام 1951 في فترة الانتداب الفرنسي للمغرب، وبرز دورها في ستينيات القرن الماضي بوصفها حركة فنية احتلت المشهد الإبداعي بعد استقلال المغرب عام 1956، ساهم تنامي الوعي المدني العام في دفع الفنانين والمثقفين إلى إعادة النظر في وظيفتهم الاجتماعية في الفضاء العام وتطوير مقاربتهم ورؤيتهم له، بحيث أصبح الفن منتج اجتماعي وثقافي، ومساحة من المعرفة والتجربة المشتركة. في خضم هذا التجديد الفني والثقافي لما بعد الكولونيالية، شكل الفنانون فريد بلكاهية (1934–2014)، ومحمد شبعة (1935–2013)، ومحمد مليحي (مواليد 1936) مجموعة الدار البيضاء في المدرسة، وانضم إليهم لاحقاً محمد حميدي (مواليد 1941)، مصطفى حفيظ (مواليد 1942)، ومحمد عطا الله، (2014–1934).

بدعم من المؤرخ الفني والأنثروبولوجي توني ماريني (مواليد عام 1941)، والباحث في الفنون الشعبية والتقاليد الريفية بيرت فلينت (مواليد 1931)، أنشأت "المجموعة"، التي تشير الآن إلى نفسها باسم مدرسة الدار البيضاء، تعليماً ابتكارياً ومتعدد التخصصات واستراتيجيات المعارض التي رفضت التقاليد الأكاديمية الغربية ونظرية المعرفة. انخرطت المدرسة في عدد من مشاريع البحث الميداني لدراسة وإعادة صياغة الحرف التقليدية، بالإضافة إلى العمارة الحضرية والريفية. أنشؤوا مطبوعة "الفن المغاربي"، وأنتجوا معارض في الفضاءات الحضرية بعنوان Présence plastique في ساحة جامع الفنا بمراكش. خلال الستينيات، وعلى مدار العقد التالي، أنجزت مدرسة الدار البيضاء مشاريع معمارية مهمة للبنية التحتية العامة – اندرجت تحت اسم "التكامل" - بالتعاون مع المهندسين المعماريين باتريك دي مازيرس (مواليد 1930) وعبد السلام الفاروي (مواليد 1928)
للحصول على المزيد من المعلومات عن المشروع، يرجى زيارة موقع مدرسة الدار البيضاء.