السيرة الذاتية

وُلِدَ أحمد مرسي عام 1930 في الإسكندرية وتخرّج عام 1945 من جامعتها حيث درس الأدب الانجليزي في كلية الآداب. درس الفنون بين عامي 1952-1953 في استوديو نجل الفنان الإيطالي الكبير أنطونيو بيتشي الذي كان من طلابه الفنان سيف وانلي. حقق أحمد مرسي حضوراً بارزاً في الوسط الأدبي الاسكندراني وانتمى إلى زمرة الفنانين الصاعدين في الساحة الفنية. شارك وهو في أوائل العشرينات من عمره في معارض جماعية لأبرز الفنانين المصريين الحداثيين من أمثال عبد الهادي الجزار، وحسن التلمساني، وإبراهيم مسعودة، وفؤاد كامل، وحامد ندا، ومحمود موسى. وكان أتيليه الإسكندرية آخر استديو شغله في مدينته، كما اختيرمن بين قلة قليلة من الفنانين لتقديم أعماله الفنية في حفل افتتاح متحف الفنون الجميلة في الإسكندرية. ترافقت مسيرة مرسي الفنية مع كتابته الشعر وعمل على تطوير موهبته الشعرية بالتوازي مع مهاراته في الرسم والتشكيل. أصدر عام 1949 ديوانه الشعري "أغاني المحاريب/خطوات في الظلام" ولم يكن قد تجاوز التاسعة عشرة من عمره.

انتقل عام 1955 إلى بغداد، واعتمد تدريس اللغة الانجليزية مصدر دخل له في سنتي إقامته هناك، إلا أن دافعه الأساس في انتقاله هو الحدّ من تعلقه بمدينته الاسكندرية وأثرها الدامغ عليه. وكانت العراق تشهد في تلك الحقبة نهضة ثقافية شكّلت بغداد مركزها وكانت ملتقى الأدباء والفنانين والمثقفين، وهكذا نسج مرسي علاقات صداقة وعمل مع العديد من الكتّاب والرسامين العراقيين، من بينهم الشاعر عبد الوهاب البياتي، والروائي فؤاد التكرلي والفنان أردش كاكافيان؛ وأثمرت هذه العلاقات مشاريع إبداعية مشتركة وصداقات عميقة استمرت على مدى عقود. طوّر مرسي في بغداد مقارباته النقدية الفنية وعمل على تغطية المعارض البغدادية الكبرى للصحف المحلية.

عاد مرسي عام 1957 إلى مصر واستقر في القاهرة، حيث عمل في تلك الفترة مع الكاتبين ألفريد فرج وعبد الرحمن الشرقاوي، وأصبح أول مصري يعمل جنباً إلى جنب مع الكتّاب المسرحيين الكبار في مصر، حيث عمل على تصميم الديكور والأزياء في الأعمال المسرحية التي قدّمها المسرح القومي ودار الأوبرا الخديوية في القاهرة، الأمر الذي كان حكرا على المصممين الإيطاليين في حينه. شارك مع عبد الهادي الجزار في تصميم ديكور مسرحية أميركية في دار الأوبرا المصرية في القاهرة، كما قدّم مع الجزار كتاباً شعرياً احتوى رسومات للأخير وقصائد له، إلا أن هذا الكتاب لم يصدر نظراً لوفاة الجزار المفاجِئَة. ساهم مرسي عام 1968 إلى جانب كلٍّ من إدور الخراط، وإبراهيم منصور، وجميل عطية، وسيد حجاب وآخرين في تأسيس مجلة "جاليري 86" الطليعية، وشغل منصب رئيس تحريرها، ولتشكّل هذه المجلة الصوت الأبرز في الحداثة المصرية الجديدة. ودخل مرسي في تلك المرحلة عوالم النقد الفني والأدبي، وهكذا كتب مقالين عن الفن في مصر والعراق في موسوعة جراند لاروس (1975). قدم في معرضه عام 1995، أداة إبداعية جديدة لنقل الفن إلى الجمهور حملت عنوان “كتاب الفنان". وفي أعقاب هذا المعرض أُقيم بينالي جديد في الاسكندرية بعنوان "كتاب الفنان"، تحت رعاية مكتبة الإسكندرية.

ورغم غزارة كتاباته ومنتجه الشعري إلا أنه قرر عام 1967 التوقف عن كتابة الشعر وما عاد إليه إلا عام 2001 تلبية لطلب صديق طفولته الروائي إدوارالخراط في كتابة قصيدة عنه احتفاء بعيد ميلاد الخراط الخامس والسبعين، وبدا من المستحيل تجميع قصائد مرسي في كتاب واحد، فنُشِرَت أعماله الشعرية اللاحقة في دواوين جديدة منفصلة.

انتقل مرسي عام 1974إلى نيويورك، وواصل الرسم والكتابة والنقد من منزله في منهاتن. وكما هو حال العديد من الفنانين القاطنين في نيويورك، قام مرسي بدراسة فن الطباعة الحجرية في "ذا نيو سكول"، وشرع في العشرين سنة الأخيرة في ممارسة فن التصوير وأضاف بعداً آخر إلى أدواته الفنية، وكان هذا آخر الأشكال الفنية التي حملتها لوحته وتجلياتها المترامية.

مواضيع ذات صلة

أحمد مرسي

أحمد مرسي: خيالات حوارية

يفتتح هذا المعرض الاستعادي في 1 مارس ويستمر لغاية 3 يوينو 2017 مقدّماً أعمال الفنان ومنجزاته الفنية المتعددة منذ أربعينات القرن الماضي وإلى يومنا هذا