تفاصيل العمل:

الفنان

منيرة القادري

اسم العمل

عين خام

التاريخ

2022

الوسيط

فيديو تركيبي ناطق

الأبعاد\ المدة

10 دقائق

عين خام
عين خام

عين خام

تستعين منيرة القديري بالأسطورة والخيال والذاكرة لاكتشاف عوالم بديلة، ومستقبلية ممكنة ما تزال كامنة في صميم واقعنا المعاصر. وبوصفها فنانة كويتية وُلدت في داكار وتلقّت تعليمها في اليابان، عُرفت القديري بتناولها لتجربة الخليج العربي العابرة للحدود، من خلال منظور يوازن بين الحقائق والخيالات التي تشكّل هذه المنطقة. 

تعيد القديري في عملها المصوّر "عين خام" (2022)، بناء ذكرى طفولية نابضة بالحياة، تبدو كمشهد حضري بعيد ومضيء. تتذكّر مدينة مترامية تتكوّن من أضواء ومعدن ودخان ونار، تحاكي الصور التي كانت تراها في أفلام الكرتون والخيال العلمي خلال طفولتها. لكنّها، ومع إمعانها النظر بها، أدركت أن هذه المدينة المتخيّلة لم تكن مدينة على الإطلاق، بل مصفاة نفط.

حوّلت القديري هذه الذكرى إلى نموذج مصغّر لمشهد حضري فائق التقنية، ثم قامت بتصويره لتنتج هذا العمل الذي يستحضر افتتاحية فيلم خيال علمي يدور في أجواء ما بعد نهاية العالم. يصاحب العمل مساراً صوتياً ينذر بالخطر، من تأليف شقيقتها الموسيقية فاطمة القديري، ويستحضر عالماً صوتياً طفولياً من ألعاب الفيديو والرسوم المتحركة. وفوق هذا الإيقاع المقلق، يهمس صوت بقصائد من تأليف الفنانة نفسها، تنسج فيها خيالاتها السرّية في الطفولة، حين كانت ترى المصفاة مدينة ساحرة. 

يتّسم العمل بمستويات من المفارقة والسخرية، إذ يظهر إعجاباً بهيبة المصفاة وضخامتها، وفي الوقت ذاته يطرح تساؤلات خفية حول آثارها البيئية والثقافية، كما أن القديري  تدعو المشاهد، من خلال التلاعب بالحجم والمنظور باستخدام التصوير الفوتوغرافي والفيديو والسرد، إلى تخيّل عوالم خادعة تُخفيها واجهة عالمنا المادي. 

أما عملها "مسّ باطني" لعام 2023، المعروض حالياً في بينالي الشارقة 16، فيُواصل استكشافها المستمر لاستنزاف الموارد في صناعة النفط. في هذا العمل التركيبي، تدخل صدَفتان معلّقتان من نوع "الموريكس"، مشغولتان من الألياف الزجاجية في حوار شبحِي، يرويان تحوّلهما غير المقصود من أنثى إلى ذكر بفعل التلوّث الصناعي. يسلّط هذا التبادل الضوء على التحوّلات البيولوجية الناتجة عن تسرب مادة "ترايبيوتيلتين" وهي طلاء ذو لون أحمر قاتم يُستخدم كمبيد بيولوجي لمنع الطحالب والبرنقيل والرخويات من الالتصاق بهياكل ناقلات النفط.