أعلنت مؤسسة الشارقة للفنون عن الأفلام الفائزة بجوائز الدورة الثامنة من منصة الشارقة للأفلام، التي أقيمت في الفترة من 14 إلى 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2025، في سينما سراب المدينة في الهواء الطلق في قلب المنطقة التاريخية بالشارقة، إضافة إلى صالات فوكس سينما في سيتي سنتر الزاهية.
وحصد فيلم «أن تصبح دجاج غينيا» (2024)، إخراج رونغانو نيوني جائزة أفضل روائي طويل؛ فيما ذهبت جائزة أفضل روائي قصير لفيلم «الشيطان والدراجة» (2024)، إخراج شارون حكيم.
ومُنحت جائزة أفضل وثائقي طويل لفيلم «السير في الظلام» إخراج: كينشوك سورجان (2024)؛ وأفضل وثائقي قصير لفيلم «دائرة الصباح» (2025)، إخراج بسمة الشريف.
وفي تعقيبها على الأفلام الروائية الفائزة، أكدت لجنة التحكيم أن الفيلمين -الطويل والقصير- قدما مقاربةً نقديةً لمظاهر النفاق المجتمعي وحالات الإنكار الجماعي والتابوهات الراسخة، عبر رؤى جديدة تُعيد طرح الأسئلة الكبرى من زوايا غير مألوفة، كما أنهما يستلهمان من الواقعية الاجتماعية ويعيدان تشكيلها بلمسةٍ فنيةٍ خاصة تكشف الحرفية العالية للمخرجين، حيث تكتسبُ كُل لقطةٍ وكُل لحظةٍ معنىً واضحاً يُسهم في بناء التجربة الكاملة.
فيما رأت لجنة التحكيم الأفلام الوثائقية أنّ كلا الفيلمين -القصير والطويل- قدّما مقاربات سينمائية عميقة تذهب أبعد من السرد التقليدي. ففي «دائرة الصباح»، أشادت اللجنة بالمعالجة الحسّية التي تنقل الجمهور إلى العوالم الداخلية للمهاجر، كاشفةً العنف الخفي المتغلغل في تفاصيل حياته اليومية. أما «السير في الظلام»، فاعتبرته اللجنة عملاً إنسانياً مؤثراً يسلّط الضوء على صمود أرامل المزارعين في مواجهة المأساة والتهميش، عبر شخصية تنبض بالواقعية والمرونة، مما يمنح الفيلم قوة درامية تتجاوز القوالب السائدة في السينما الوثائقية.
وضمّت مسابقة هذا العام 27 فيلماً امتدّت عبر نطاق جغرافي واسع، وقدّمت رؤية عالمية لسرد الحكايات. واستُهلّت العروض بفيلم «باب» للمخرجة نايلة الخاجة، إلى جانب أعمال بارزة مثل «كاريسا» و«ضع روحك على يدك وامشِ»، إضافة إلى خمسة أفلام قصيرة أُنتجت بدعم من منحة إنتاج الأفلام القصيرة التابعة للمنصة.
كما احتفت المنصة ضمن قسم «مخرج تحت دائرة الضوء» بالإرث السينمائي للمخرجة الراحلة جوسلين صعب من خلال عرض مجموعة من أفلامها الطويلة والقصيرة، إلى جانب جلسة نقاشية وورشة مكثّفة لترميم أعمالها بالتعاون مع جمعيتها.
وشهدت الدورة أيضاً إطلاق برنامج «العروض الأولى»، الذي أتاح لطلاب الجامعات والخريجين الجدد في الإمارات تقديم أفلامهم القصيرة التجريبية والمشاركة في نقاشات تناولت واقع صناعة السينما الصاعدة، إذ شمل البرنامج هذا العام طلاب وخريجي: الجامعة الأميركية في الشارقة، جامعة نيويورك أبوظبي، جامعة الشارقة، وجامعة زايد.
تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية.
وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى مجموعة من المقتنيات المتنامية.
كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.
