الشارقة للفنون تنظم معرض «أحب محبتي لما يحبه الآخرون»

تنظم مؤسس الشارقة للفنون ضمن برنامجها لخريف 2025، معرض «أحب محبتي لما يحبه الآخرون» للفنانة البرازيلية ليدا كاتوندا، وذلك يوم الجمعة 26 سبتمبر/ أيلول، في ساحة المريجة بالشارقة.

يشكل هذا المعرض أكبر عرض مونوغرافي للفنانة خارج البرازيل، حيث يجمع بين محطات مختلفة من مسيرتها منذ الثمانينيات وحتى وقتنا الحاضر. فبين الأعمال التركيبية الكبيرة واللوحات المستوحاة من العناصر الأولية، تنسج كل قطعة حواراً حسياً بين ما هو يدوي وما هو آلي، وبين فرادة اللمسة الإنسانية وضخامة الإنتاج الصناعي، مقدمةً نقداً متقلّباً لثقافة البوب والنزعة الاستهلاكية.


تستمد كاتوندا من عالم مترعٍ بالبصري والمادي، تأملاتها المتجددة والمرتبطة بالتشبع الحسي للحياة الحديثة، إذ تقول إن عنوان المعرض "أحب محبتي لما يحبه الآخرون" يمثل اعترافاً معاصراً يتحرّى التشابكات المعقدة بين الذائقة والرغبة والهوية. 

   
لعبت ليدا دوراً حيوياً في إعادة تشكيل المشهد الفني البرازيلي وطمس الخطوط الفاصلة بين اللوحة والمنحوتة في الثمانينيات، حيث انتهجت في أعمالها الأولى خطوات عملية قائمة على مقاربة عمادها الوضوح، وتميزت بتكوينات تتأسس على أنماط تستعيد قوالب الخياطة، جمعتها من الأقمشة المنزلية والرسومات الجاهزة ومنتجات الثقافة الشعبية. ثم تحولت ممارستها الفنية بحلول التسعينيات نحو التجريد، مستبدلة التشكيل الطباعي بالعضوي، في حين اكتسبت أعمالها في السنوات الأخيرة كثافة باروكية تتضح من خلال الستائر المطوية والأشكال الناتئة والزخارف الغنية والطيّات التوالدية، وهي بذلك تدعونا للتفكير في حدود العناصر الجمالية وآليات عملها.

 

وعلى مدى أربعة عقود، ما تزال ممارستها الفنية تبشّر بالمثابرة والفطنة، فلا تكتفي بانتقاد استهلاك الثقافة الشعبية (البوب) فحسب، بل تمثّل استعادة حانية وشاعرية لليومي والعادي، فتدعونا أعمال هذا المعرض من فترات زمنية مختلفة إلى تأمل الطريقة المثلى لتعايش المتعة البصرية والذاكرة الشخصية والصور الجماعية معاً في جو مليء بالفوضى والمرح والعاطفة المتوقدّة.
معرض «ليدا كاتوندا: أحب محبتي لما يحبه الآخرون» من تقييم حور القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، مع ميرا مادو، قيّمة مساعدة في المؤسسة.
 

 

ليدا كاتوندا- السيرة الذاتية

تُعَدّ ليدا كاتوندا، منذ ثمانينيات القرن الماضي، إحدى أبرز الشخصيات في المشهد الفني البرازيلي المعاصر، وقد عُرفت بإعادة ابتكار الرسم والنحت التجريديين. وانطلاقاً من تجاوزها للحركة المفاهيمية التي هيمنت سابقاً على الفن في البرازيل، بلورت كاتوندا ممارسة فنية أسست لمعجم بصري يتنقل بين الثقافة الجماهيرية والحرف اليدوية، منتجة أعمالاً تتخطى سطح اللوحة لتتبنّى ما يُعرف بـ «شعرية النعومة»، التي تعكس تجربة التنقّل في عالم الصور الحديثة الذي نعيشه.

 

من بين معارضها الأخيرة: «مشهد طبيعي بري»، كاربينتاريا، ريو دي جانيرو (2024)؛ «ليدا كاتوندا: النشوة»، المعهد المعاصر للفنون، ميلانو (2023)؛ «الجغرافيا»، غاليري بورتولامي، نيويورك (2022)؛ «جودي شيكاغو وليدا كاتوندا»، فورتس دالويـا وغابرييل، ساو باولو (2022)؛ «ليدا كاتوندا وأليخاندرا سيبر»، متحف الفن اللاتيني الأميركي المعاصر، بوينس آيرس (2021).

 

شكّلت أعمالها جزءاً من مقتنيات عامة بارزة، من بينها: متحف ستيدليك أمستردام؛ بيناكوتيكا ولاية ساو باولو؛ متحف الفن في ساو باولو؛ متحف الفن المعاصر، لوس أنجلوس؛ ومؤسسة سيرالفيس، بورتو، البرتغال.

حول مؤسسة الشارقة للفنون

تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى  مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.

ليدا كاتوندا، قطرات شفافة، 2021. الصورة بإذن من الفنانة