يُعدّ محمد يوسف أحد الأعضاء المؤسسين لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وهو فنان رائد قدّم إسهاماتٍ لا تُقدّر بثمن في مسيرة تطوّر الحركة الفنية في دولة الإمارات العربية المتحدة. تجمع أعماله بين التقليدي والحداثوي، ناسجاً  من خلالها الذاكرة في قوالب مادية تستكشف التفاعل الحي والديناميكي بين الماضي والحاضر. وقد استندت ممارسته الفنية المبكرة إلى حرفة النجارة، كما تتجلّى في منحوتته الخشبية "أبو وجهين" (1981)، التي نحتها يوسف مع إبقاء العمود الخشبي واقفاً. يجسّد الوجهان المتقابلان، الغاضب والفرِح، تعقيدات الهوية وصورة الفرد في نظر الآخرين، فضلاً عن الصراع الداخلي الذي خاضه الفنان إزاء التباين في ردود الفعل التي واجهها في سنواته التكوينية، حين أطلق عليه بعضهم لقب "أبو وجهين".  أما استخدام خشب الكافور، الشائع في أعمال تنسيق الحدائق بالإمارات، فيعكس نهج يوسف العضوي في التعامل مع المواد، وهو نهج يقوم على الاستدامة والتناغم مع الطبيعة، ويجسّد مقولته التي يؤمن بها: من الطبيعة وإليها.

^{*معروضة حاليا في مؤسسة مسك}