تستخدم الفنانة الفلسطينيّة المقيمة في برلين بسمة الشريف السينما والفوتوغراف والأعمال التركيبية لاستقصاء مفارقة القرب والبُعد، ودور الأحداث العالميّة في تشكيل دواخلنا رغم سهولة تجاهلها. يبدأ فيلمها "ابتدأنا بقياس المسافات" (2009)، الذي نال جائزة لجنة التحكيم في بينالي الشارقة 9 (2009)، بلقطاتٍ جوية للمباني الجرداء في غزة، ويقدّم صوتٌ باردٌ ومتجردٌ الفرضيّة الرئيسة التي تتمحور حول جماعة مجهولة خدرها الملل، وهي تخترع لعبة قياساتٍ لتزجية الوقت. تنتقل الجماعة من تحديد المسافات بين الأشياء والأشكال إلى المساحات بين مدنٍ تستضيف على الأرجح مؤتمرات سلام حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ينساق السرد تدريجياً إلى عالم "الغابة البِكر" التي لم يمسسها بشر، جنباً إلى جنب مع لقطاتٍ من البيئة الطبيعية المُهددة في غزة. ويستطلع الفيلم وقائع الإرث الاستعماري عبر الحدود والذاكرة والخرائط المجرّدة، مستلهماً من خصائص السينما الوضعية والجغرافية-النفسية الغربية التي تتميز باستخدام راوٍ حيادي ومناظر تأملية ما بعد بشرية.