يقدّم معرض "دائرة حائرة" مختارات من أعمال الفنانة عفراء الظاهري التي تستكشف التداعيات الهيكلية للتوتر والتكرار والزمن، وذلك من خلال توظيف مواد متنوعة مثل حبال القطن والقماش والخرسانة والشَّعر، بما يبرز الإيماءات البطيئة والحركات المقصودة والإرهاق الذي قد ينشأ من العمل المستمر والمتكرر وغير المرئي أحياناً.
يستمد المعرض عنوانه من العمل التركيبي الجديد "دائرة حائرة" (2025)، الذي كُلِّفت به الفنانة واستوحته من النباتات الصحراوية التي تنقش أنماطاً حلزونية على الرمال أثناء تحركها مع الريح، حيث ترى الفنانة أن هذه الحركة المستمرة والمواظبة لا تفضي إلى وجهة واضحة وإنما تأتي كاستجابة بسيطة لما هو خارج سيطرتها، وبالتالي تقدّم مجازاً عن الإرهاق الذهني والإجهاد الجماعي، والشعور بضغط مستمر يدفعنا للإنتاج أو أداء المهام، بينما يبرز في أعمالها الأخرى،التكرار، بوصفه شرطاً للخلق، ووسيلة تتشكل من خلال التفاعل بين التوتر والعبء والتناغم المستمر بين الفعل واللافعل.
يحيك الزمن نفسه ضمن هذه الأعمال، فينحني وينجرف ويدور ويعود من البداية، محققاً توازناً هشاً بين الاستمرارية والانقطاع. وتعتمد الفنانة في هذا العمل على تلاعبات حاذقة تلفت انتباهنا إلى بقايا ما كان متماسكاً في السابق، وإلى المعرفة التي تتشكل من خلال عملية اللافعل، والإنهاك الذي يتراكم في سياق المهام المتكررة، لنجد أنفسنا أمام تساؤل عن ما يحدث عندما نبقى لفترة طويلة مع الهادئ والخفي والمعلّق.
معرض "دائرة حائرة" من تقييم مي القايدي، قيّمة مساعدة في مؤسسة الشارقة للفنون.