من أرضٍ ومياه: أعمال من مقتنيات مؤسسة الشارقة للفنون

تتكون كلمة "الوطن" [تاناه إير] في اللغة الملايوية المستخدمة في شواطئ جنوب شرق آسيا من كلمتين هما "الأرض" [تاناه] و"الماء" [إير]، حيث تتأتى فكرة الانتماء من الرابط بين الأرض الثابتة والممرات المائية المتحركة، في انعكاس شعري لتضاريس المنطقة المكونة من أرخبيل من الجُزر. 


إبان حرب الاستقلال الإندونيسية (1945-1949) التي اندلعت بعد 150 عاماً تقريباً من الاستعمار الهولندي، أصبح لمصطلح الوطن [تاناه إير] وقعاً مختلفاً بعدما استُخدم على سبيل المفارقة كمصطلح إيديولوجي يهدف لتثبيت أركان أمة موحدة مكونة من 10,000 جزيرة متقاربة، في تحول سياسي جاء بعد فترة من الفوضى أصبح خلالها غير المنسجمين مع عقيدة الدولة القومية ضحايا للعنف أو التهجير القسري.


كيف تحاول الحدود والإيديولوجيات احتواء مساحات مفتوحة من الأرض والمياه وفصل ساكنيها في الوقت نفسه؟ وما الذي يربطنا بالمكان، وما الذي يفصلنا عنه؟ وما هي المعارف وطرق العيش التي يمكنها الانتقال بحرية بين الحدود، خالصةً من القيود التي يفرضها العِرق أو الأفكار السياسية على غرار الرياح والأمواج؟ 


يتضمن معرض "من أرضٍ ومياه: أعمال من مقتنيات مؤسسة الشارقة للفنون" مختارات تتناول بعض هذه التساؤلات، مقدمةً وجهات نظر مختلفة عن علاقتنا وارتباطنا بالأرض والمياه والوطن، حيث تعبّر أعمال تسعة فنانين ومجموعة فنية من جميع أنحاء العالم عن طموحات الدولة القومية بعد الاستعمار من جهة، وحسرة المحرومين من وطنهم الأم أو أصحاب الهويات المجزأة المجرّدين من اعتراف الدولة من جهة أخرى. تنساب المياه عبر العديد من الأعمال، فتبدو وكأنها حدودٌ تفصل بين المناطق، ومنفذٌ إلى المجهول، وشبكةٌ مفتوحةٌ تمر عبرها الأساطير والتاريخ والموسيقى رغم التقسيمات المفتعلة. 


معرض "من أرضٍ ومياه" من تقييم جيوون لي، مدير قسم التقييم، وعبدالله الجناحي وأمل العلي، قيّمان مساعدان، بالتعاون مع ثريا كريديه وشهد مرشد، من قسم المقتنيات في مؤسسة الشارقة للفنون. 

 

17 أكتوبر 2025 – 31 مايو 2026

مصنع كلباء للثلج

كلباء

الصورة:

جون أكومفراه، البحر الدوّار (لقطة من الفيلم)، 2015. صُور الفيلم بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون وبدعم من قسم التاريخ الطبيعي في هيئة الإذاعة البريطانية، والمعهد السينمائي البريطاني؛ ومجلس الفنون البريطاني، ومركز البلطيق للفنون، ومتحف وبيلد موسيت، مجلس الفنون السويدي و معرض سينما تاينسايد. مقتنيات مؤسسة الشارقة للفنون. الصورة بإذن من شركة سموكينج دوجز للأفلام وغاليري ليسون. © شركة " سموكينج دوجز" للأفلام