صورتان معماريتان من أعمال كازو شينوهارا

نظرة عامة

يعد كازو شينوهارا (1925-2006) واحداً من أكثر المهندسين المعماريين تأثيراً في اليابان في فترة ما بعد الحرب، فقد أسّس عبر طريقة تفكيره الرياضي والاستنتاجي الناضج والعميق، أسلوباً متفرّداً مارسه طوال النصف الثاني من القرن العشرين.

وظّف شينوهارا رؤيته الشخصية لاستكشاف الاستقلالية المطلقة للعمارة إلى جانب نقاء الأسلوب والشكل، وذلك عبر استلهام التقاليد وتجارب الحياة اليومية في اليابان. وقد أكد بقوة على أن النماذج الفردية للهندسة المعمارية السكنية تقدّم شكلاً من التعبير الفني الشخصي بطريقة أكثر تأثيراً من المباني الكبيرة التي يرتادها عامة الناس، وتستند قناعته هذه على فرضية راسخة لديه مفادها أن البيت ينبغي أن يكون مقراً للفرد يعيش فيه بصورة فريدة.

"البيت عمل فني" هذه العبارة الجريئة التي قالها شينوهارا في (1962) حددت النطاق الوحيد الذي يمكن له أن يحتفظ فيه مكان الإقامة - صغيراً كان أو كبيراً - بمعناه كتعبير عمراني، على النقيض من الظروف السائدة في اليابان خلال فترة الستينيات، عندما كان يُنظر إلى العمارة الحديثة على أنها ظهرت فقط كنتيجة ثانوية محسوبة عن العلاقات الاقتصادية والاجتماعية.

يقدم هذا المعرض أعمال شينوهارا عبر الصور الفوتوغرافية ومقاطع الفيديو التي تظهر بقوة أهميته كمهندس معماري، فقد كانت مقاربته لمفاهيم "العزلة" و"الاتصال" تتناقض بصورة تامة مع مفاهيم المعماريين الآخرين في "هدوء غامر". عكس هؤلاء المعماريون بطريقة انتقائية البيئة الاجتماعية والطبيعية والروحية المحيطة بهم، وجعلوها جزءاً من مشاريعهم العمرانية. رفض شينوهارا في أعماله أي شكل من العناصر الطبيعية النظرية بغية إنشاء مساحة فريدة مشتقة من نظريته الخاصة التي تعدّ اليوم ركيزة مهمة في تطور العمارة اليابانية المعاصرة بشكل عام.

ترك شينوهارا تأثيراً عميقاً على عدد من المعماريين اليابانيين الأصغر سناً والمعروفين على المستوى الدولي، مثل تويو إيتو وكازوناري ساكاموتو وإيتسوكو هاسيكاوا وكازويو سيجيما. منحه بينالي فينيسيا للعمارة (2010) وسام الأسد الذهبي لإنجاز العمر، على الرغم من وفاته في 2006، ويعد هذا تكريماً غير مسبوق نظراً لتأثيره المتواصل على مدى سنوات بعد رحيله.

نظر شينوهارا بطريقة واعية إلى الصورة المعمارية لتكون وسيطاً تعبيرياً أكثر فاعلية من الموقع الحقيقي. فقد تكهّن بوضع يتجاوز فيه "الخيال" "الواقع" فيما يتعلق بالمبنى نفسه ليكون بمثابة واجهة لمجتمع معلوماتي متقدم، وقد انعكس ذلك في نصيحة قالها في عام 1964: "اجعل المكان الخيالي جميلاً".


هاتان الصورتان المعروفتان هما من تصوير المفكر كوجي تاكي الذي كان متعاطفاً مع شينوهارا ومعجباً بعمله طوال حياته. تعبر الصورتان عن الاستمتاع بالدروب التي يمكننا أن نبصرها ونتلمسها بشكل فجائي عندما تسكن "خيالية" شينوهارا أجسادنا.