تعدّ الفنانة الرائدة كمالا إبراهيم إسحق من أوائل النساء اللاتي تخرجّن في كلية الفنون الجميلة والتطبيقية في الخرطوم عام 1963. شاركت في تأسيس المدرسة الكريستالية في منتصف السبعينيات، ودرست بين عامي 1964 و1966 رسم الجداريات في الكلية الملكية للفنون في لندن. عادت إلى السودان عام 1966 وعملت لثلاثة عقود كأستاذة في قسم الرسم في الكلية التي تخرجت منها في الخرطوم. تستوحي الفنانة لوحاتها وأعمالها من الطبيعية وطقوس الزار السودانية، وغالباً ما تتضمن وجوهاً وأشكالاً نسائية مشوهة تظهر في الغالب أحادية اللون مكونة من اللون البني الداكن وألوان مصمتة أخرى. ترسم إسحق على مجموعة واسعة من الأسطح، مثل الشاشات والطبول الجلدية وأواني الكالاباش المصنوعة من قشور القرع المجففة المجوفة، والتي تتمتع بأهمية ثقافية عميقة في السودان، بما يحمله من معانٍ مرتبطة بالحياة المنزلية والعمل والمرونة. يتضمن عمل "تكوين" المكون من سلسلة لوحات على مواد مختلفة ثلاث أوانٍ من الكالاباش عادةً ما تستخدمها القبائل البدوية لنقل المياه وغيرها من المواد الأساسية الأخرى، حيث تصوّر على هذه الأواني أشكالاً متكررة في عملها، على هيئة نساءٍ يصرخن في حالة أقرب للغيبوبة، أو نساءٍ هادئات تتشابك رؤوسهن المتشققة مع الجذور والأوراق. تتصدى إسحق من خلال رسم أجساد أنثوية على السطح الخارجي لهذه الأواني لفكرة التقييد، في محاولة منها لتسليط الضوء عليهن ومدّهن بالقوة والسمو الروحاني، وعرض عوالمهن الداخلية أمام العالم. 

^{*معروضة حاليا في ترينالي آيتشي 2025}