انطلاقاً من اطلاعها على التراثين المصري والألماني، تنتج سوزان حفونة أعمالاً تتأرجح بسلاسة بين مختلف الثقافات واللغات والفترات الزمنية والمناطق، فضلاً عن حالتي المعرفة واللامعرفة، وتتميز ممارستها الفنية متعددة التخصصات بارتباطها الوثيق بالهياكل، وتشمل النحت والرسم والفوتوغراف والأداء. أنتجت عملها الفوتوغرافي "منظر طبيعي/مشهد حضري" (1999-2002) باستخدام كاميرا ذات الثقب خلال زياراتها إلى القاهرة ودلتا النيل حيث تعيش عائلتها، والتقطت الفوارق الدقيقة بين الحياة الحضرية المكتظة في القاهرة، والإيقاعات الحياتية الأبطأ والأكثر حميمية في الدلتا، ثم عمدت إلى تظهير الصور في الهواء الطلق باستخدام سائل قديم كي تسمح للغبار والترسبات والزمن بالتأثير عليها، وبعدها صورت المطبوعات الفوتوغرافية وعرّضتها لعملية التظهير نفسها من جديد. على غرار الذاكرة نفسها، تمتاز الصور الناتجة بتقلبها وتعدد طبقاتها، فضلاً عن تهالكها وتحللها وتغيرها وتبدّل ملمسها مع مرور الوقت، حيث تتمحور بعض الصور حول الأنماط المعمارية كتلك الموجودة في المشربيات، وهي نوافذ خشبية تقليدية في المنازل العربية، في حين تتضمن صور أخرى بورتريهات شخصية تدمج التجريدي مع الفردي، وتفصل الظاهر عن المتواري. تجسّد هذه السلسلة افتتان حفونة بشعرية الهياكل، سواء المعمارية أو الثقافية أو الاجتماعية أو العاطفية، بينما تبتدع الفنانة فضاءً حميمياً للتعقيد والغموض والمعاني المتعددة من خلال التكرار والتجزئة.